تطبيق “لينكلادو” يساعد سكان الأمازون الأصليين في البرازيل على التواصل بلغاتهم.
تواجه مجموعات السكان الأصليين في منطقة الأمازون البرازيلية تحديات في كتابة الرسائل النصية الهاتفية بلغاتهم المحلية. ولكن تم تطوير تطبيق يسمى “لينكلادو” الذي يوفر حلاً لهؤلاء الأفراد، حيث يسمح لهم باستخدام أحرف لغاتهم للتواصل. هذا وفقًا لوكالة الأنباء الفرنسية.
تم إطلاق تطبيق “لينكلادو” في أغسطس/آب 2022، ويهدف إلى تزويد السكان الأصليين الذين يعيشون في المناطق النائية في الأمازون والمدن بلوحة مفاتيح رقمية تتوافق مع لغاتهم عندما يكونون متصلين بشبكة الاتصال.
تعد هذه الخطوة مهمة بالنسبة للسكان الأصليين، حيث يعاني العديد منهم من عدم إتقان اللغة البرتغالية التي هي اللغة الرسمية للبرازيل. بالإضافة إلى ذلك، تتوفر الهواتف المحمولة في البلاد فقط بأحرف اللاتينية المستخدمة في اللغة البرتغالية.
قبل تطوير هذا التطبيق، كانت الثقافات الأصلية في المنطقة تعتمد بشكل رئيسي على اللغة الشفهية، ولكن بعد وصول المستوطنين الأوروبيين، تم تدوين هذه اللغات. وباستخدام تطبيق “لينكلادو”، يمكن للسكان الأصليين الآن التواصل عبر الهواتف المحمولة بلغاتهم المحلية.
لكي يتمكنوا من إعادة تشكيل هذه اللغات، كان عليهم البحث عن موارد محددة وإضافة مجموعة من اللكنات والسمات (وهي عبارة عن علامات تشكيل وفقًا للمصطلح اللغوي) إلى أحرف الأبجدية اللاتينية.
قدرة التطبيق على الترجمة
يتمتع التطبيق أيضًا بقدرة على الترجمة، وتم تنزيله أكثر من ثلاثة آلاف مرة، ويعتقد جوليانو أن عدد المستخدمين أكبر من ذلك. يقول: “استخدمناه في مراحل الاختبار لإرسال ملف عبر تطبيق WhatsApp، وسبق لبعض السكان الأصليين أن أرسلوا الملفات لبعضهم البعض قبل إصدار التطبيق حتى”.
بالإضافة إلى التواصل اليومي، يتيح التطبيق أيضًا ترجمة الكتب والنصوص الأخرى من البرتغالية إلى لغات السكان الأصليين. كما يمكن للنساء في هذه المجتمعات استخدام معرفتهن باللغات المحلية لتحقيق دخل مالي. تم إنشاء مشروع يُعرف باسم “لينكلاداس” لجمع هؤلاء المترجمات، بما في ذلك روزيلدا كورديرو دا سيلفا، المعلمة السابقة للغات السكان الأصليين، التي تعتبر التطبيق “شيئًا إيجابيًا جدًا” ويزيد ثقتها عندما تقوم بالترجمة.
بالإضافة إلى ذلك، يساعد التطبيق في الحفاظ على بعض اللغات الأصلية. تسعى فاندا ويتوتو، ناشطة تعمل على “إنقاذ لغة بوري التي يتحدث بها مجموعة ويتوتو”، للحفاظ على اللغة، وتقول: “لقد منحتنا لوحة المفاتيح القدرة على عدم الاعتماد على حروف أخرى غير موجودة في لغتنا”.
وتشكل حماية المصطلحات تحديًا عالميًا ليس فقط في منطقة الأمازون. فحوالي نصف اللغات في العالم مهددة بالانقراض بحلول عام 2100، ومعظم هذه اللغات تنتمي لمجموعات سكان أصليين، وفقًا لتقرير صادر عن الأمم المتحدة في عام 2018.
إطلاق التطبيق
ولكن، حتى الآن، لم يكن بإمكان سكان الأمازون الأصليين الوصول إلى هذه اللغات عبر الهواتف المحمولة التي أصبحت ضرورية في حياتهم. يبلغ عددهم حوالي 1.7 مليون نسمة.
ونظرًا لعدم توفر لوحات مفاتيح مناسبة على الهواتف، “كان السكان الأصليين يتواصلون بشكل رئيسي من خلال الرسائل الصوتية”، وفقًا لكلام منسقة مشروع “لينكلادو” نويميا إيشيكاوا.
واجهت إيشيكاوا، البالغة من العمر 51 عامًا والعالمة الأحيائية، صعوبات في ترجمة أبحاثها ومشاركتها مع المجتمعات المحلية. وتقول: “لقد طلبت لمدة 14 عامًا الحصول على لوحة مفاتيح لحل هذه المشكلة”. وتحققت أمنيتها بفضل طالبين من المنطقة الذين ليسا من السكان الأصليين، وهما جوليانو بورتيلا (17 عامًا) وصديقه سامويل بنزكري (18 عامًا). عندما علم سامويل بالمشكلة، تحدث عنها مع جوليانو الذي كان لديه معرفة جيدة بالبرمجة، وبدأا في تصميم التطبيق معًا.
يشرح جوليانو أن “إنشاء التطبيق استغرق أربعة أيام، ولم نتوقع أن ننجز ذلك بهذه السرعة”. وبدأت مجموعة من الاختبارات على التطبيق في مايو/أيار، ثم تم إطلاقه مجانًا في أغسطس/آب من نفس العام. والآن، يعمل التطبيق على توفير الدعم لمختلف اللغات الأصلية في منطقة الأمازون، وهي حوالي 40 لغة، وفقًا لبورتيلا الذي يدرس حاليًا في الولايات المتحدة مثل بنزكري.